وهم القرب من القصر.. كيف خدع “أمير سعودي مزيف” كبار السياسيين في لبنان؟

وهم القرب من القصر.. كيف خدع “أمير سعودي مزيف” كبار السياسيين في لبنان؟

أثار رجل ادعى أنه أمير سعودي ضجة في لبنان، حيث احتال على عدد من السياسيين عبر ادعاء النفوذ والقرب من مرجعيات سعودية عليا.

وتشير الروايات إلى أن الشيخ خلدون عريمط هو من روج لهذا الأمير المزعوم وقدرته على التأثير في الحياة السياسية مقابل منافع مادية، ما أدى إلى وقوع عدد من النواب والسياسيين ضحايا وعود بتسلم مناصب وزارية ونيابية.

أبو عمر:
الرواية الكاملة…
من كشفهُ فعلاً؟
ما علاقة الأمير يزيد والسفير البخاري؟
وما صحّة الاعتراف الموثّق بحقّ خلدون عريمط؟ pic.twitter.com/bE7RqH5wB9

— Mohamad Barakat – محمد بركات @mdbarakat December 22, 2025

واستغل عريمط ابتعاد الرياض الرسمي عن الساحة اللبنانية في فترة سابقة، وقلة الاتصالات المباشرة، ليزور شخصيات سياسية ويدعي أمامها رضا المملكة عنها، ثم يعرض عليها التواصل مع مسؤولين سعوديين مزعومين.

وعند موافقة الضحية، كان يقدم لها عبر هاتفه شخصا باسم “الأمير السعودي أبو عمر” على أنه مقرب من الديوان الملكي السعودي وقادر على تحقيق طموحاتهم. وكان “أبو عمر” في الواقع لبنانيا من عكار يدعى مصطفى الحسيان ويعمل في حدادة السيارات، ويجيد التحدث باللهجة الخليجية.

لست أدري إذا كان هذا المنشور صحيحاً،أن معالي الشيخ خلدون عريمط رفع علينا وعلى عدد كبير من الصحفيين والمواقع دعوى أمام القضاء
إنت خذ البراءةولك عندناإعتذار
ويا ويلك من أقلامنا إذا ثبتت التهمة
مع التمنيات بالبراءةرغم أن ماقلته كان تشكيكابالتهمة أكثر مما هو تأكيد
قلبي معك يا مولانا! pic.twitter.com/TLxBQkequt

— jamal fayadجمال فياض @jamalfayad December 22, 2025

وطور “أبو عمر” نفوذا واسعا في الأوساط السياسية، حيث كان يطلب من الشخصيات التي يتواصل معها “الاهتمام بالشيخ خلدون عريمط”، مما أدى إلى تدفق أموال وهدايا على عريمط، وحصوله على رواتب شهرية من بعضهم وامتيازات أخرى.

وتمكن من التأثير في انتخابات نيابية وبلدية، حيث دفع مرشحين للانسحاب أو دعم آخرين مقابل وعود بدعم سعودي. وامتد تأثيره إلى شخصيات من طوائف مختلفة، رغم تركيزه الرئيسي على الشخصيات السنية.

إن الاستمرار في تداول قضية المدعو «أبو عمر»، منتحل صفة أمير في الديوان الملكي السعودي، وربطها بالقاضي الشيخ خلدون عريمط إعلاميًا، يُشكّل مخالفة قانونية جسيمة، وانتهاكًا لقرينة البراءة، وتشهيرًا مرفوضًا قبل أي حكم قضائي.

إن هذه القضية تقع ضمن مسؤولية الدولة اللبنانية، وتستوجب… pic.twitter.com/hh9G61EWA5

— Ahmad Muhieddine Sabra …..….أحمد محي الدين صبره @Ahmad_M_Sabra December 21, 2025

وما ساهم في عدم اكتشاف عملية الاحتيال هو اشتراط “أبو عمر” بقاء آلية العمل والتواصل بعيدة عن أي قناة رسمية أو إعلامية وخصوصا بعيدة عن السفارة السعودية نظرا لحساسية الموقف.

وبعد عودة التواصل الرسمي السعودي مع لبنان وعودة السفارة السعودية للنشاط، واجه “أبو عمر” أزمة، لكنه تعامل معها بتحذير متصليه من التواصل مع الدبلوماسيين السعوديين الرسميين في بيروت، مدعيا أن مهمته أوسع.

ومع ذلك، بدأت الشكوك تزداد لدى بعض السياسيين، خاصة بعد أن لاحظوا عدم ظهوره في المحافل الرسمية السعودية. وانكشفت العملية عندما تحدثت إحدى الشخصيات اللبنانية مع الموفد السعودي عن “أبو عمر”، ما دفع بالمسؤولين السعوديين واللبنانيين إلى التحقيق.

الشيخ خلدون عريمط “لص ظريف” pic.twitter.com/dHPMs7m3em

— Rami Naim @NAIMRami December 23, 2025

وتم القبض على مصطفى الحسيان “أبو عمر” عند الحدود اللبنانية، وأقر خلال التحقيق معه بأنه كان يتصرف بناء على طلب خلدون عريمط. ومن جهته، نفى عريمط في بيان له التورط وذكر أنه تقدم بإخبار إلى النيابة العامة ضد من ينشرون “أخبارا كاذبة” بحقه، مؤكدا أنه موجود في لبنان ولم يستدع لأي تحقيق.

وأثارت القضية تساؤلات حول كيفية بقاء هذه الخدعة سنوات دون كشف، وإمكانية وجود قنوات اتصال خفية، رغم نفي مصادر سعودية رسمية أي علاقة لها بالموضوع. كما أظهرت الصدمة بين أهالي وادي خالد، مسقط رأس الحسيان، من فقره المدقع وعدم ظهور أي علامات للثراء عليه، مما يثير تساؤلات حول الجهة التي استفادت فعليا من الأموال التي تم جمعها.

المصدر: وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *