مصدر لقناة “العربية الحدث”: تحقيقات أولية ترجح خطف أجهزة استخبارات إسرائيلية لنقيب لبناني متقاعد
في تطور أمني وقضائي بالغ الحساسية، تجري الأجهزة اللبنانية تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات اختفاء النقيب المتقاعد في الأمن العام أحمد علي شكر.
وقالت مصادر لبنانية إن الاتصال انقطع بالنقيب المتقاعد منذ أكثر من أسبوع في منطقة البقاع الأوسط، في ظل اشتباه قوي بأن عملية خطف نفذتها أجهزة استخبارات إسرائيلية، وفق مصادر قضائية وأمنية.
ونقلت قناة “العربية/الحدث” عن مصدر قضائي لبناني أن التحقيقات الأولية ترجح أن شكر تم استدراجه من بلدة النبي شيت، حيث يقيم، إلى أعالي زحلة، قبل أن يختطف في عملية وصفت بأنها “معقدة وذات طابع استخباراتي”.
وأضاف المصدر أن التحريات تشير إلى دخول “مجموعة مشبوهة” إلى مطار بيروت الدولي قبل يومين من الحادثة، ما يعزز فرضية التخطيط المسبق للعملية.
ويرجح القضاء اللبناني أن يكون خطف شكر مرتبطا بقضية اختفاء الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي فقد في جنوب لبنان عام 1986. وأشار المصدر نفسه إلى أن شكر، المنتمي إلى عائلة الراحل فؤاد شكر القيادي البارز في حزب الله الذي اغتيل في غارة جوية إسرائيلية في 30 يوليو 2024، قد يكون مستهدفا بسبب اشتباه إسرائيلي بعلاقته غير المباشرة بهذا الملف التاريخي الذي يعد من أعمدة الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية منذ عقود.
وسبق للملف أن شهد سلسلة عمليات اغتيال واختطاف ومحاولات تجنيد طالت شخصيات لبنانية يشتبه بعلاقتها بالمعلومات حول مصير أراد، ما يجعل اختفاء شكر، وفق مراقبين، “حلقة جديدة في مسلسل استهداف إسرائيلي متواصل”.
من جهتها، أفادت صحيفة “الديار” أن التحقيقات الأمنية والفنية، ولا سيما تتبع الاتصالات، رصدت إشارة هاتف النقيب المختفي لمدة 37 ثانية فقط في منطقة الصويري في البقاع، لتقطع بعدها تماما. ويرى خبراء أن هذا النمط يوحي بـ”اختطاف فوري ومحكم”، يرجح أن يكون قد نفذ من قبل قوة خاصة دخلت من الحدود الشرقية، ربما عبر منطقة جبل الشيخ، قبل نقله إلى إسرائيل.
وأشارت مصادر أمنية لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ركزت تحرياتها على كاميرات المراقبة وتحليل حركة الاتصالات، ما أكد فرضية الاستدراج، إذ ظهر أن شكر غادر بلدة النبي شيت بحجة “الاطلاع على قطعة أرض للشراء في زحلة”، برفقة شخص من عائلة كساب، ليفقد الاثنان الاتصال بهما بعد ذلك.
وتكشف التحقيقات عن تفاصيل جديدة، منها وصول شخصين يحملان الجنسية السويدية، أحدهما من أصل لبناني، إلى بيروت قبل أيام من اختفاء شكر، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التحقيق في احتمال تورطهما في تسهيل العملية، في ظل غياب أي أثر مادي يدل على وجود شكر داخل الأراضي اللبنانية حاليا.
وفي سياق متصل، وجه أهالي بلدة النبي شيت نداء عاجلا إلى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، إضافة إلى وزيري الداخلية والدفاع، لـ”العمل الفوري على كشف ملابسات اختفاء ابننا”، مشيرين إلى أن “كل الأجهزة أُبلغت، لكن لم يكشف عن أي جديد”.
ويثير هذا الاختفاء مخاوف واسعة في الأوساط الأمنية والسياسية اللبنانية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتردد أنباء عن موجة جديدة من العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة ملفات “أمنية حساسة” تعود لعقود.
ولم يعلن رسميا بعد عن أي جهة تبني للحادث أو تقديم نتائج نهائية للتحقيق، لكن المؤشرات المتراكمة ترسم صورة مقلقة عن اختراق أمني عميق قد يعيد لبنان إلى أجواء من الاغتيالات والاختطافات التي طبعت مراحل سابقة من صراعه مع إسرائيل.
المصدر: العربية الحدث + الجنوبية + الشرق الأوسط + الديار
