بشهادات قراء.. المعارض خلقت عادة قرائية جديدة داخل البيوت العراقية

بشهادات قراء.. المعارض خلقت عادة قرائية جديدة داخل البيوت العراقية

بغداد – – آية منصور
تُعد مشاركة دور النشر العراقية في المعارض الوطنية مساحة تواصل حيوية بين الكاتب والقارئ، لاسيما بالنسبة للفئات البعيدة عن شارع المتنبي والمكتبات المركزية. وخلال أيام المعرض، تنتقل مئات العناوين إلى أطراف المدن والمحافظات، مرفقة بفعاليات توقيع وورش تعريف وعروض سعرية، ما يحوّل الزيارة الأولى إلى عادة قرائية متكررة.
ويؤكد ناشرون عراقيون، للوكالة الرسمية تابعته السابعة ، أنّ “المشاركة في هذه المعارض تكشف عن مزيج من التحديات والفرص، بينها التوزيع داخل المحافظات، والتسويق عبر المنصات الرقمية، وتثبيت أثر مستمر بعد انتهاء المعرض من خلال منافذ بيع صغيرة أو شراكات مع المدارس والجامعات”.
تنويع المحتوى واستهداف الفئات الجديدة
صاحب دار قناديل، حسين مايع ،أوضح للوكالة الرسمية تابعته السابعة ، أنّ “الدار تعتمد سياسة تنويع المحتوى بين الكتب التخصصية والعامة، خدمةً لشريحتين أساسيتين: الأكاديمي المختص والمثقف العام”.
وقال: “لسنا معنيين بمجرد توسيع العناوين، بل بفتح مسالك قراءة بين الجامعة والمجتمع، عبر أبحاث نقدية وكتب تثقيفية واضحة اللغة”.
وأشار مايع إلى أنّ “قناديل تعمل منذ عامين على مشروع مخصص للفتيان، لتقديم محتوى يجمع بين الفائدة والمتعة، ويمنح الناشئة مدخلًا مبكرًا لبناء علاقة طويلة الأمد مع الكتاب”.
وأضاف أنّ “استهداف هذه الفئة يعالج فجوة يواجهها الأهالي عند البحث عن عناوين موثوقة داخل أجواء المعارض”.
وحول أدوات التسويق، لفت مايع إلى أنّ “المنصات الرقمية أصبحت وسيلة رئيسة لسرعة الوصول وقياس التفاعل، لكنها لا تُغني عن الوسائل التقليدية مثل اللوحات الطرقية ورسائل الشارع المباشرة”.
وأكد أنّ “أفضل الحملات هي تلك التي تدمج بين الإعلان الرقمي والإشارات الميدانية الواضحة داخل قاعات العرض، مع رسائل موجّهة خصيصًا للزوار الجدد”.
وبيّن أنّ “نحو 90% من إصدارات الدار عراقية خالصة، مقابل 10% فقط مترجمة أو عربية غير عراقية”، موضحا أنّ “هذا التوجه يمنح القارئ صوتًا محليًا قريبًا من تجربته، من دون إغفال قيمة الترجمات التي توسع آفاق الحوار المعرفي”.
تحديات القرصنة وضعف الدعم
وأشار مايع إلى أنّ “معارض الكتب تجذب فئات جديدة من الجمهور، بينها، العائلات والموظفون وطلاب المدارس، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات بارزة مثل القرصنة وضعف الحماية القانونية، إلى جانب غياب دعم مستقر يخفّض كلف الإنتاج والتوزيع، وارتفاع أجور إيجار الأجنحة”.
الكتاب للجميع
من جانبه، قال علي حميد، من دار “أكاد” للوكالة الرسمية تابعته السابعة : إنّ “الدار تراهن على الوصول إلى جميع الفئات، بما في ذلك، اليافعون والموظفون وسكان المحافظات البعيدة”، مؤكداً أنّ “المعرض يجب أن يشعر كل فرد أنّ الكتاب يعنيه بشكل مباشر”.
وأوضح حميد أنّ “لغة التسويق تبدلت لتشمل مقاطع فيديو قصيرة وفرقاً جوالة تنقل أجواء المعرض مباشرة إلى الناس، ما جعل الكتاب أقرب للجمهور”.
ولفت إلى أنّ “الموازنة بين العناوين العراقية والمترجمة تراعي الفوارق السعرية”، مبينًا أنّ “ارتفاع كلفة الكتب المترجمة يعود إلى حقوق النشر والتدقيق والطباعة”.
وأضاف أنّ “الطلب المرتفع في المعارض الأخيرة كان على كتب المانغا، وكتب تطوير الذات، إضافة إلى العناوين الإنجليزية، ما دفع الدار إلى توسيع إصداراتها باللغة الأصلية لتلبية حاجة القرّاء الشباب”.
شهادات من القراء
وتحدثت حوراء أحمد 22 عامًا للوكالة الرسمية تابعته السابعة عن تجربتها في المعرض قائلة: “لم أكن أزور شارع المتنبي كثيرًا بسبب الزحام وبعد المسافة، لكنّ المعرض جعل الوصول إلى الكتب ممكنًا. لفت انتباهي أنّ دور النشر العراقية تتحرك كجسر إلى العالم العربي، فتجلب ترجمات وطبعات حديثة بأسعار مناسبة”.
وأضافت: “وجدت في المعرض تنوعًا كبيرًا من الروايات الحديثة وكتب الفلسفة المبسطة للصغار وسلاسل تطوير الذات وحتى المانغا المرخصة. هذا التنوع خلق عادة القراءة داخل البيت، حيث تجد ابنتي ما يناسب عمرها، وأجد أنا ما يفيدني في عملي ودراستي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *