زاخاروفا: اقتراح عمدة لفوف يذكر بفيلم “ناهبة القبور”
انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اقتراح عمدة مدينة لفوف في غرب أوكرانيا، المتضمن استخراج رفات جنود سوفييت من “تل المجد” ومبادلتهم بأسرى أوكرانيين.
وقالت زاخاروفا، إن “جنون عمدة مدينة لفوف، حول مبادلة رفات عسكريين سوفييت بأسرى أوكرانيين، يذكرنا بمقطع من فيلم “لارا كروفت: ناهبة القبور. لكن تجدر الملاحظة أن نبش القبور في الفيلم كان بهدف الإثراء، أما في لفوف فهو ضرب من الجنون يحركه الشعور باليأس الكبير”.
وتابعت زاخاروفا القول: “عندما صدر الفيلم الأمريكي “لارا كروفت: ناهبة القبور”، اعتقدت شخصيا أن العنوان مصطنع بعض الشيء ويتعلق بالعصور القديمة. وها هي العصور القديمة تعود مجددا. ولكن في الفيلم كانت الدلالة تكمن في أنهم كانوا يضعون دائما كميات كبيرة من المجوهرات والأشياء الثمينة في المقابر والأهرامات ومدافن العصور القديمة، اعتقادا منهم أنها ستكون مفيدة في الحياة القادمة. وعندما كانوا ينبشون القبور لم يكن القصد تدنيس الجثث أو الذاكرة، بل ببساطة السرقة المادية. بالمناسبة، كانوا أيضا يخشون بشدة أن يزعجوا سكون الموتى. أما استخراج رفات الجنود السوفييت في لفوف فتم بشكل متعمد وليس بهدف الحصول على أي قيمة مادية، بل بدافع اليأس”.
وأكدت أن البشر حتى في ظل ظروف الحصار، “لم يصلوا إلى مثل هذا الحد من الجنون”.
وأضافت الدبلوماسية: “لأي آلهة يتضرع هؤلاء وأي شر يعبدون وأي مخدرات يتعاطون، حتى يقوموا في القرن الحادي والعشرين أي بعد مرور قرن كامل على إعلان حقوق الإنسان، بنبش القبور والمساومة على مبادلة ما فيها؟”.
واستذكرت زاخاروفا أمثلة من الرايخ الثالث النازي، التي كانت مشابهة بفعلة عمدة لفوف في مستوى جنونها.
وقالت زاخاروفا: “لم تكن هناك حاجة لحشر الناس في الحظائر وإشعال النار فيهم ومراقبة ذلك، ولم تكن هناك ضرورة لقتل الأطفال وإجراء تجارب عليهم. لم تكن هناك حاجة لصنع القفازات وأغطية المصابيح وأدوات المنزل من جلود الناس. ولكن كل ذلك حدث! لقد فعل النازيون ذلك وشربوا الخمر واستمتعوا بالموسيقى. واعتبروا أنفسهم خلال ذلك متعلمين ومتطورين. وهذا كله يدل أنه من حيث المبدأ، أن المرء قد يصل إلى درجات متفاوتة من الجنون. هذا ما يحدث الآن”.
في وقت سابق، صرح سادوفي بأن “تلة المجد” لم تعد موجودة في لفوف، وسيتم نقل أجزاء من المجمع التذكاري إلى ما يسمى بمتحف الإرهاب. واقترح العمدة استخراج رفات 355 عسكريا سوفيتيا من قبورهم في “تلة المجد” ومبادلتهم بأسرى أوكرانيين.
من جانبه، قال فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي إن اقتراح رئيس بلدية لفوف يعد مظهرا من مظاهر الانحطاط الأخلاقي.
المصدر: وكالات
